هجمات الكترونية لمجموعات قرصنة موازية للمواجهة العسكرية بين فلسطين وإسرائيل

الهجمات الإلكترونية وعمليات "القرصنة" الإلكترونية بين فلسطين وإسرائيل

مع تصاعد الصراع بين حماس وإسرائيل، تصاعدت أيضا الهجمات الإلكترونية وعمليات القرصنة الإلكترونية، التي بطبيعة الحال لم تتوقف بين إسرائيل و فلسطين. استهدفت هذه الهجمات المواقع والتطبيقات الإسرائيلية وأيضا المواقع و البنى التحتية الفلسطينية. تتشابك القرصنة الإلكترونية مع عمليات الإعلام والتأثير، وأيضا الحرب مع النفسية مع نشر المعلومات المضللة. حيث ينضم القراصنة الناشطون في المنطقة وأيضا من جميع أنحاء العالم للقتال عن بعد.

هذا ما شاهدناه في حرب روسيا على أوكرانيا، حيث أصبح من الشائع اليوم أن ينضم القراصنة من ذوي الدوافع الأيديولوجية إلى القراصنة ذوي الدوافع المادية والإجرامية، لنشر الفوضى لدى أطراف الصراع، عن طريق مهاجمة الأنظمة الحكومية أو المؤسسات الأخرى.  فهؤلاء مهما كانت مصادرهم وخلفيتهم، يريدون أن يعرف الناس أنهم نشيطون وقادرون على المناورة في أي ظرف حتى وكانت أهدافهم و نوياهم لاعلاقة لها بالصراع الدائر.

ما هي أبرز عمليات القرصنة التي رصدت مع بَدْء المواجهة بين حماس وإسرائيل؟

صباح يوم السبت 7 أكتوبر 2023، ادعت مجموعة القرصنة الإلكترونية المقربة من إيران Cyber Av3ngers عبر قناتها على منصة تيليغرام. أنها استهدفت شركة Noga، التابعة لهيئة الكهرباء الوطنية الإسرائيلية. وأنها قطعت اتصال شركة الكهرباء الإسرائيلية بالكامل.

كذلك أعلنت مجموعة "أنونيموس السودان" الموالية لروسيا أنها شنت هجمات الحرمان من الخدمة الموزعة وحجبت خدمة تطبيق Red Alert الإسرائيلي، الذي يوفر التنبيهات من الهجمات  الصاروخية.

وبدورها أكدت مجموعة القرصنة المؤيدة للفلسطينيين، AnonGhost، إنها اخترقت خدمة الإنذار الصاروخي الإسرائيلية Red Alert. حيث ستغل القراصنة الأخطاء الموجودة في أنظمة Red Alert لاعتراض البيانات، وإرسال رسائل غير مرغوب فيها إلى بعض المستخدمين، وأيضا إرسال تحذيرات وهمية من ضربات صاروخية. وتحذير من وجود قنبلة نووية.

مساء السبت 7 أكتوبر 2023  : أدعت مجموعة "أنونيموس السودان" أنها عطلت موقع  جيروزاليم بوست الإخباري باللغة الإنجليزية وحذفت جميع المقالات.

وأكدت صحيفة جيروزاليم بوست على منصة إكس  -تويتر سابقا هذا التعطيل وأنهم يتعاملون مع الوضع وسيستعيدون محتوى الموقع قريبًا.

هذا و استهدف الهاكرز الناشطون العشرات من المواقع الحكومية ووسائل الإعلام الإسرائيلية لتعطيلها بواسطة هجمات الحرمان من الخدمات DDoS، بعض المجموعات أكدت أنها سرقت بيانات، وهاجمت شركات مقدمي خدمات الإنترنت، وبعض المواقع شوهت defaced لإظهار رسائل ـ "فلسطين حرة" "Free Palestine ".

منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، ظهرت بعض مجموعات القرصنة الإلكترونية التي تدعم المصالح الروسية، بما في ذلك  مجموعة  "أنونيموس السودان" و"Killnet"، كلاهما يبدو أنهما يخوضان الصراع الإلكتروني بين حماس وإسرائيل.

هجمات الحرمان من الخدمات الموزعة على مواقع إلكترونية  فلسطينية

ليس هنالك من معلومات واضحة عن مدى تأثر الجانب الفلسطيني بالهجمات الإلكترونية، علما أن خبراء الأمن رصدوا  هجمات الحرمان من الخدمات الموزعة على مواقع إلكترونية فلسطينية عدّة.

فقد أعلنت مجموعة قرصنة  ThreatSec أنها اخترقت البنية التحتية لمزود خدمة الإنترنت AlfaNet في غزة. نشرت Alfanet    بيانًا تؤكد انقطاع الاتصالات بسبب "التدمير الكامل" بعد قصف المقر والبرج الرئيسي، ولم تعلق الشركة على دور الهجوم الإلكتروني، إن حصل، في انقطاع الخدمة. والموقع الإلكتروني معطل لا يمكن الوصول إليه.

كما هاجمت مجموعة من القراصنة تزعم أنها تعمل ًمن الهند، المواقع الإلكترونية الحكومية الفلسطينية.وأعلنت مجموعة قرصنة تدعى Garuna دعمها لإسرائيل، كما استهدفت مجموعة القراصنة TeamHDP مواقع حماس الإلكترونية والموقع الإلكتروني للجامعة الإسلامية في غزة.

أخيرًا يمكن أن نتوقع رؤية المزيد من مجموعات القرصنة تنضم للصراع وأيضا ارتفاع هجمات الحرمان من الخدمات الموزعة DDoS بسبب خطورة الصراع والتطور العام لمجموعات القرصنة، فالحرب السيبرانية تدور منذ سنوات طويلة بين إسرائيل وفلسطين. ولا يرجح حتى الآن أن يكون لها أي تأثير كبير على مشهد التهديدات العام.

يمكن الاستماع لـ "بودكاست النشرة الرقمية" على مختلف منصات البودكاست. الرابط للبودكاست على منصة أبل

للتواصل مع نايلةا لصليبي عبر صفحة برنامَج"النشرة الرقمية"من مونت كارلو الدولية على لينكد إن وعلى تويتر salibi@  وعلى ماستودون  وعبرموقع مونت كارلو الدولية مع تحيات نايلة الصليبي